تعليم فوركس للمبتدئين

ما هو الفوركس.

هو اختصار لمصطلح Foreign Exchange أي تبادل النقد الأجنبي، أعتقد أن الفكرة واضحة، وقد تكون قد مررت بها في حياتك مرة واحدة على الأقل، ولكن كانت هذه التجربة كعميل، معك نقد أجنبي (دولار، جنيه استرليني، ريال سعودي،…) وذهبت لمكتب صرافة لإستبدال هذا النقد الأجنبي بما يساويه بعملة بلدك المحلية، أو العكس، تملك نقد محلي وتريد استبداله بنقد أجنبي لسفرياتك.

الخطوة السابقة هي ممارسة فعلية لإستبدال النقد الأجنبي، ولكن الممارسة السابقة أنت مارستها كعميل، تريد استبدال النقد الذي لديك لإستخدامه في شئون الحياة المختلفة، ولكن التفكير كتاجر سوف يكون مختلف قليلا. التاجر لايريد استبدال النقد لإستخدامه في شئون الحياة المختلفة وفقط، ولكنه يفكر في كيفية الإستفادة من هذه العملية البسيطة في جني المزيد من الأموال.

أعتقد أن التفكير في عملية استبدال النقد كتاجر من الممكن أن تراود كل شخص بشكلها البسيط المجرد، والبداية هي في سؤال سهل وبسيط جدا: كيف أستفيد من قيمة ارتفاع العملة بعد ما قمت باستبدالها ؟ !!

بعد الذهاب إلى محل الصرافة وقمت بعملية استبدال العملة، ولكن بعدها بفترة بسيطة، سمعنا أخبار ارتفاع قيمة النقد الأجنبي، إذن بكل تأكيد ما أملكه من نقد أجنبي إذا قمت باستبداله سوف يكون المقابل أعلى مما كنت أملكه قبل عملية الإستبدال، وهذا صحيح جدا، وهذه الفكرة البسيطة هي تمثل عملية الفوركس أو المضاربة بالنقد الأجنبي.

سوق الفوركس من الأمس إلى اليوم بصورته الحالية:

سوق الفوركس موجود منذ زمن، قد يقرب على المائة عام، ولكنه كان محدودا وقاصرا على أغنياء القوم، استبدال بضعة مئات من الدولارات لن يصنع لك تجارة تستطيع الكسب والعيش منها، الموضوع يلزمه آلاف أو مئات الآلاف من الدولارات حتى تستطيع الإستفادة الفعلية من فرق قيمة الصرف.

ولكن كانت هناك قفزة جعلت سوق الفوركس ينتشر ويكبر ويقترب من شكله الحالي، هو دخول البنوك كداعم لصغار المستثمرين، والفكرة هي أن يدعم البنك المستثمر ويجعله مؤهلا لدخول سوق البورصة والمضاربة بالمبالغ المطلوبة.

وكانت هذه خطوة مهمة في سوق الفوركس، استطاع من خلالها السوق الخروج من دائرة الإثرياء ومحترفي المضاربة، وأصبح الموضوع أسهل وفي متناول العديد من الطبقات حتى صغار المستثمرين، ومن جانب آخر ساعد هذا أكثر على انتشار السوق بشكل أكبر واتساع رقعة المضاربة في الفوركس وتطوير أسواقها.

وما جعل الفروكس يتطور ويدخل كل بيت هو تواجد الإنترنت، ومنصات التداول وتنوع شركات الوسطاء، كل هذه العوامل جعلت من مجرد استبدال نقد أجنبي من مكتب صرافة في المدينة، إلى واحد من أكبر سوق التجارة المالي على الإطلاق، يتم فيه يوميا تداول مليارات الدولارات في سوق لا تهدئ إلى مع غلقه في ميعاده الإسبوعي.

سوق الأسهم وسوق الفوركس.

قد تكون فكرة المضاربة بالأسهم هي السائدة، ونستوحيها من الأفلام، حيث يقوم التاجر بالمضاربة على سعر أسهم الشركات أو المنتجات أو حتى المحاصيل الزراعية، ولكن فرق طريقة وأسلوب التداول بين السوقين (الأسهم والفوركس) كبير لدرجة مهولة، لدرجة تصعب معها المقارنة، خصوصا من باب حجم السوق، ضخامة سوق الفوركس لا يقارنها أي سوق آخر.

أما المقارنة من حيث طريقة التداول، فإذا تكلمنا عن سوق الأسهم فأنت تستطيع الربح فقط في حالة صعود سهم المنتج أو الشركة التي تقوم بالمضاربة عليها، ولكن في حالة الفوركس، صعود عمله يقابله هبوط في الأخرى، إذن إذا كان الدولار في حالة هبوط فبالتأكيد على الناحية الأخرى سوف تجد اليورو أو الين في حالة صعود أمام الدولار وتستطيع الربح في هذه الحالة، ربحك غير مرتبط بصعود وهبوط عملة على وجه التحديد، فالسوق متسع لكي تستطيع الربح في جميع الأحوال.

ويتميز أيضا سوق الفوركس عن سوق الأسهم والسندات أنه متاح لمدة 24 ساعة يوميا، غير محدد بساعات سوق التداول كما هو الحال في سوق الأسهم مثل NYSE  وغيرها من أسواق الأسهم.

سوق التداول في الفوركس متاح طول أيام الأسبوع فيما عدا أيام السبت والأحد والأعطال الرسمية، يبدأ يوم التداول فتح سوق التداول في سيدني وبعدها بسوق طوكيو في اليابان ثم لندن وسوق فرانكفورت و أخيرا سوق نيويورك حتى يبدأ سوق سيدني في العمل مرة أخرى في اليوم الذي يليه، وهكذا تستطيع التداول في أي وقت في اليوم.

كان هذا تناول سريع عن الفوركس بشكل بسيط، تناولنا فيه تبسيط الفكرة بشكل عام، وأيضا عمل شكل سريع عن سوق الفوركس وكيفية المضاربة فيها، وسوف نتناول في الدروس القادمة مزيد من المفاهيم والحديث عنها بالتفصيل حتى نصل بك إلى مستوى الإحتراف إن شاء الله.